الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
خلاصة الأدلة السابقة على وجود الله:
أيها الإخوة الأكارم؛ في الدرس الماضي تحدثنا عن دليل عقلي على وجود الله سبحانه وتعالى، وكان هذا الدليل العقلي تحت عنوان: الوجود والعدم، وكيف أن الخالق واجب الوجود، وكيف أن المخلوقات ممكنة الوجود، وكيف أن العدم لا ينتج عنه وجود، وأن الوجود ممكن الوجود لا يكون سبباً في خلق نفسه، هذا ملخص للدليل الأول دليل الإلزام العقلي بين الوجود والعدم، سبحان الله! درس طويل وربما كان صعباً كيف أن الله سبحانه وتعالى جلّ في علاه لخصه في آية واحدة، أحياناً لا يلتفت الإنسان أو لا ينتبه الإنسان لأبعاد الآية، كل هذا الكلام الذي تكلمنا به في الدرس الماضي، وكادت رؤوسنا تصاب بالصُّداع في موضوع الوجود والعدم، قال تعالى في آية واحدة:
﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35)﴾
كل الدرس بهذه الآية: ﴿خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ﴾ أي لا يمكن أن يكون سبب الوجود هو العدم، لا شيء من العدم، العدم لا يمكن أن يكون سبباً للوجود، ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ﴾ ممكن الوجود لا يكون سبباً من خلق ذاته، ﴿أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ﴾ آية واحدة، وأما أن الله سبحانه وتعالى ليس له بداية وليس له نهاية، لا شيء قبله ولا شيء بعده، هو الأول والآخر، ففي قوله تعالى:
﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ(1)اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)﴾
لم يكن من أب ولم يكن له ولد.
﴿ وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)﴾
هذا كلام الله رب العالمين فيه إيجاز وإعجاز، وكيف أن ما سوى الله ولاسيما الإنسان سبقه عدم، ممكن الوجود سبقه عدم.
﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1)﴾
هذا كله في الدرس الماضي.
الدليل على وجود الله دليل الإمكان في الكون:
درسنا اليوم دليل ثان ولكنه أسهل وأوضح، هذا الدليل اسمه: دليل الإمكان في الكون، كل شيء تقع عليه عينك، أو كل شيء تدركه بحسك، أو كل شيء تستنبطه بعقلك، كل شيء كان من الممكن أن يكون على غير ما كان، أي أنت عندما تضع السكر في كأس الشاي تضع فيها ملعقة ونصف، ممكن أن تضع فيها ملعقتين، ممكن أن تضع فيها ثلاث ملاعق، ممكن أن تضع فيها ملعقة واحدة، نصف ملعقة، لكنك اخترت هذا المقدار الدقيق، يبدو أن هذا المقدار الدقيق من السكر مقدار يتناسب مع ذوقك، فلابد من مُرجح، لابد من مخصص، يمكن أن يوضع في هذا الكأس مقادير متفاوتة من السكر، إذا قُدِم لك كأس من الشاي وتذوقته فإذا فيه سكر بما يتناسب مع الذوق السليم، لا هي كالقطر كما يقولون، ولا هي قليلة السكر، إذاً هذا الذي وضع السكر بهذا المقدار الدقيق في تقدير دقيق، يوجد مقدّر، سمّاه العلماء: مُخَصِصاً، يوجد مخصص.
هذه الثريا كان من الممكن أن تلامس الأرض، سهل، نُطيل السلسلة، وكان من الممكن أن تكون في السقف، وكان من الممكن أن تكون في الثلث الأول أو في الثلث الثاني، وكان الممكن أن تكون قبيل الأرض بثلاثين سنتمتر، لكن الذي وضعها بهذا المقدار اسمه: المخصص، أي يتمتع بذوق سليم لا هي في السقف يضيع ضوءها، ولا هي تُسَبّب ارتباكاً في الحركة في المسجد، فهذا الارتفاع مناسب، نقول: هذا الارتفاع مناسب، وكان من الممكن أن تكون بغير هذا الارتفاع، لكن مخصصاً حكيماً خصصها بهذا الارتفاع، هذه أمثلة من واقعنا.
خلق الإنسان، كان من الممكن أن تكون عينا المرء في ظهره، أو في قمة رأسه، أو في خلف رأسه، أو في يديه، أو في بطنه، أو في قدميه، لكن الذي خلق العين وضعها في أنسب مكان، وفي أحكم مكان،
فوضع العين في هذا المكان يحتاج إلى مُخَصص، يحتاج إلى حكيم.
في الدرس الماضي فهمنا أن هناك خالقاً واجب الوجود، ومخلوقاً ممكن الوجود، واجب الوجود لا يحتاج إلى موجد، ولا يُنهي حياته كائن، هذا فهمناه في الدرس الماضي، الآن هذا الوجود، انظر إلى خلق الإنسان، انظر إلى عينيه، إلى أذنيه، إلى أنفه، لماذا الأذنان ولم تكن أذناً واحدة؟ لماذا التعاريج في الصيوان؟ لماذا فتحة الأُذن أضيق من الخنصر؟ لماذا القناة متعرجة؟ لماذا الصملاخ؟ لماذا الأشعار؟ لماذا العين في هذا المكان؟ لماذا الحواجب؟ لماذا الأجفان؟ لماذا الرموش؟ لماذا الدموع؟ لماذا الشبكية؟ لماذا القزحية؟ لماذا القرنية؟ لماذا الخلط المائي؟ الخلط الزجاجي؟ الجسم البلوري؟ العصب البصري لماذا؟ كان من الممكن أن نرى الأبيض والأسود فقط كما هي عين بعض الحيوانات، إنما نرى بالألوان الطبيعية، من الذي خصص العين بهذا؟ الحقيقة يوجد آية قرآنية تؤكد هذا المعنى:
﴿ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)﴾
كان من الممكن أن يمشي الإنسان على أربع، كان من الممكن أن يأكل الإنسان طعاماً واحداً طوال حياته، كان من الممكن أن يعيش وحده بلا زوجة، وأن يأتيه الأولاد كما هي بعض الكائنات تتوالد توالداً فردياً، بعض النباتات تتوالد توالداً فردياً، يقول لك: الخيار مؤنث، لا يحتاج الخيار إلى تلقيح، المتحول الزحاري ينقسم انقساماً لا يحتاج إلى مزاوجة وتلقيح،
كان من الممكن أن يعيش الإنسان وحده، أي الممكنات لا تُعدّ ولا تحصى، كان من الممكن أن تكون التفاحة صلبة كالصخر، تحتاج مطحنة بحص تعمل لك كأساً من العصير، مستحيلة، كان من الممكن يمكن تنتهي أعمارنا كلها ولا تنتهي عبارة كان من الممكن، من الذي جعل ما هو عليه كما هو عليه؟ يوجد مخصص، لمجرد أن ترى هذه الثريا بارتفاع مناسب، تتصور الذي ركبها يتمتع بذوق وبحكمة، لمجرد أن يُقَدّم لك كأس الشاي بحلاوة طبيعية مناسبة لذوقك تعرف أن الذي قدم لك هذا الكأس يتمتع بذوق مرهف، فهذا الدليل بالكون، هذا الكون ممكن الوجود على هذا الشكل وعلى أي شكل آخر،
﴿فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾ .
وجود الأشياء وفق نظام منسق دليل على يد حكيم فاطر مدبر عليم:
كان من الممكن أن يكون النهار سرمداً إلى يوم القيامة، ممكن، وكان من الممكن أن يكون الليل سرمداً إلى يوم القيامة، وكان من الممكن أن يكون الصيف سرمداً إلى يوم القيامة، والشتاء كذلك، والربيع كذلك، والخريف كذلك،
كان من الممكن أن تكون حرارة الأرض في طوال أيام العام صفراً، ممكن، كان من الممكن أن تكون حرارة الإنسان متبدلة كبعض الحيوانات وفق المحيط الخارجي، كان من الممكن أن يكون للإنسان أربع معدات يجتر طعامه كالحيوانات المجترة،
﴿فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾ من الذي جعل الكون على ما هو عليه؟ لابدّ من مخصص.
أحياناً هذه الطاولة لو أنها بعيدة إلى هنا غير مناسبة، لو أنها هنا غير مناسبة، لو أنها بهذا الارتفاع غير مناسبة، لو أنها بهذا غير مناسبة، فالذي أعطى ارتفاعها وأبعادها وحجمها يتمتع بحكمة، الشمس كان من الممكن أن تكون أبعد مما هي عليه الآن أو أقرب، أكبر، لو أن الأرض أكبر لكانت الجاذبية أكبر، لكان وزننا أكبر،
أحدنا لو وُجِدَ على بعض الكواكب لكان وزنه ثلاثة طن ونصف بالضبط، على حسب الجاذبية، وأحدنا لو انتقل إلى القمر ينخفض وزنه ستة أمثال، ستون كيلو في الأرض عشرة في القمر، كان من الممكن، من الذي جعل الممكن بهذا الوضع المناسب؟ لابد من خالق أوجده، لابُد من خالق حكيم أوجده على هذا الوضع، كان من الممكن أن أرى إلى مترين فقط، الخالق غير حكيم، أو كان من الممكن أن أسمع الأصوات التي لا يزيد بُعدها عن عشرة أمتار فقط، ليس هذا من الحكمة في شيء، فلذلك هذا الدليل، فالعقل لا يمنع من أن نتخذ صوراً غير الصور التي نحن عليها، وشكلاً غير الشكل الذي نحن عليه، وحداً غير الحد الذي نحن عليه، فنكون أكبر أو أصغر أو على تركيب آخر، أحياناً -هناك أمراض عافانا الله وإياكم منها-الإنسان لا يرتدي أي ثياب، مرض بدماغه لا يمكن أن يقبل ثوباً، لو وضعت عليه الدثر يمزقها خيطاً خيطاً، وينام بلا ثياب، ويموت من البرد، ويأكل برازه، ممكن، هذه حالات موجودة أن الإنسان يأكل برازه ويموت من شدة البرد:
﴿ وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ (67)﴾
كان من الممكن أن يُخْلق الإنسان بلا ذاكرة، بلا مخيلة، بلا مصورة، بلا محاكمة، بلا تفكير، بلا سمع، بلا بصر، بلا نطق، ممكن كائن لا يتكلم.
﴿ الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)﴾
أي هذا البحث رائع جداً، كل شيء هذا الكأس له حجم، ممكن نضع على الطاولة كأساً حجمه ثلاثة صفيحات؟ ليس معقولاً، ممكن نضع ملعقة صغيرة من الماء؟ ليس معقولاً، هذا الحجم الذي صنع الكأس يتمتع بذوق وبحكمة جعله يتناسب مع حاجة الإنسان، مادام ممكن أن يكون أكبر، أو أصغر، فالذي جعله بهذا الحجم حكيم، هل هناك عقلياً ما يمنع أن يكون الكأس كبيراً؟ لا، ممكن، يصير قالباً كبيراً، هل هناك ما يمنع أن يكون الكأس صغيراً؟ لا، ممكن، لماذا كان هذا الكأس بهذا الحجم؟ لأن الذي صنعه يتمتع بحكمة، جعله بحجم يتناسب مع حاجة الإنسان.
صار معنا هل ممكن أن تُعزي أن ترد هذه الأوضاع الدقيقة الحكيمة في الكون بدءاً من المجرات وانتهاءً بالمجموعة الشمسية والشمس والقمر والجبال والأرض والسهول والصحارى، حجم الأرض إلى حجم البحر، فيه حكمة بالغة،
لولا هذا الحجم الذي يزيد عن حجم الأرض بخمسة أمثال لما نبت النبات على سطح الأرض، لولا الرياح لما هطل المطر، لولا الشمس لما تبخر البحر،
لولا الجبال لما سالت الأنهار، لولا النبات لما عاش الحيوان، لولا الحيوان لما عاش الإنسان، لولا البكتريات الكائنات الدقيقة لما كانت التربة صالحة لنمو النبات،
هذه البكتريات تأخذ بعض المواد تحللها إلى أسمدة، لولا الديدان لما نبت النبات، هذه كلمة "لولا"، مرة طيار قال لي: يوجد مجموعة أجهزة إذا تعطل أحد هذه الأجهزة تسقط الطائرة، قلت: كيف ذلك؟ قال: جهاز تسخين الأجنحة لو تعطل هذا الجهاز لتراكم الثلج على الأجنحة لأن حرارة الجو خارج الطائرة خمسون تحت الصفر، والجو مشبع ببخار الماء، تتشكل طبقة ثلج فريزر على الأجنحة تُغَير انسياب الأجنحة فتسقط الطائرة، شيء جميل، قال: وإذا تعطل جهاز ضخ الهواء في الطائرة، لأن الهواء في الطائرة مضغوط ثمانية أضعاف،
من أجل أن يكون ضغط الجو داخل الطائرة مساوياً للضغط الجوي على سطح الأرض، لو تعطل جهاز ضغط الهواء لوجب أن يهبط الطيار بطائرته خلال دقائق وإلا تنفجر الشرايين في رؤوس الركاب.
إذاً كم جهاز موضوع في الطائرة من أجل ان تراها تطير سالمةً؟ أليست هذه الطائرة؟ قال لي: الأجنحة؛ لو أن الوقود في الأجنحة سائباً، ومالت على جناحها الأيمن لوقعت فوراً، فلابد من حواجز تمنع انسياب الوقود إلى أطراف الطائرة، بالعكس في الطائرات الحديثة مضخات تضخ البنزين إلى الجهة المعاكسة إذا مالت الطائرة، هذه الطائرة تُقِلّ ثلاثمئة راكب، فيها من الأجهزة وفيها من التقدير وفيها من الخبرة وفيها من التخطيط ومن التصميم ومن الاحتياط ما يأخذ بالألباب.
دائرة الكون تجري لوحدها مصادفة من دون مسبب:
هذه الأرض التي تطير في الجو من دون صوت، من دون ضجيج، مثلاً لو لم يكن هناك خالق للكون، الشمس هذا مكانها والأرض تدور حول الشمس، لكن مدار الرض ليس دائرياً إنه مدار بيضوي إهليلجي، وفي المدار الإهليلجي بعد قصير وبعد طويل، وبحسب قانون الجاذبية، لو أن الأرض وصلت إلى البعد الأدنى بحُكم أن المسافة قلت، الشمس تجذبها، الأرض عاقلة يا أخي؟ من الذي أعلم الأرض أن هذه المنطقة حينما تَقِل المسافة بين الأرض والشمس الشمس تجذب الأرض؟ إذاً على الأرض أن تدرس قوانين الحركة، لابد من أن تزيد من سرعتها زيادة ينشأ عنها قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة، إذاً هذا المكان من الذي أعلمها؟
من الذي أمرها؟ أُمرت أن تزيد من سرعتها، لو أنها زادت من سرعتها فجأة لانهدم كل ما عليها، جميع المدن، جميع الأبراج، جميع الجبال، جميع الأبنية تنهدم لو أن الأرض رفعت من سرعتها فجأة، أو أنها خفضت من هذه السرعة فجأة بحسب مبدأ العطالة، مبدأ العطالة يقول: الجسم المادي يرفض تغيير وضعه، فإن كان ساكناً يرفض الحركة، وإن كان متحركاً يرفض السكون، قف في سيارة عامة وليوقفها السائق فجأة تهوي إلى الأمام لماذا؟ لأنها وقفت لكن جسمك رفض أن يقف فتابع مسيره فوقعت فوق واحد، وإذا كنت تركب سيارة وأقلعت تُحسّ أن مقعدها الخلفي يدفعك نحو الأمام لماذا؟ لست أنت، أنت دافع أجرة تريد أن تصل إلى بلدك، لكن جسمك يرفض الحركة، فلما رفض الحركة جاءه المقعد يدفعه من الخلف، هذا أكبر دليل.
أي شيء؛ الماء لا طعم له ولا لون له ولا رائحة له، كان من الممكن أن يكون له طعم ولون ورائحة، وكان من الممكن أن يكون لزجاً كالقطر، تفضل غسّل بالماء، أخي أريد أن أنظف يدي من الماء، لا يُحتمل، هذه السيولة، كان من الممكن ألا يتبخر إلا في درجة مئة، طوال العام الماء في الشوارع، فإذا انسكب مع الشخص دلو من الماء في بيته يبقى دائماً، الماء يتبخر بدرجة أربع عشرة، الماء إذا برد يزداد حجمه،
كان من الممكن ألا يزداد حجمه، إذاً تتجمد البحار، ينعدم التبخر، ينعدم المطر، يموت النبات، يموت الحيوان، يموت الإنسان، كان من الممكن.
من الذي جعل الماء على ما هو عليه والهواء على ما هو عليه؟ لو كان الهواء سبعين بالمئة أوكسجين،
كل الأرض تصبح حرائق، من قال يجب أن يكون الأوكسجين بنسبة تسعة وعشرين بالمئة؟ من قال ذلك؟ من المخصص؟ من المرجح؟ هو الحكيم، إذاً لا يمكن أن يُفسر كل شيء في الأرض قد أخذ وضعه الصحيح بلا زيادة ولا نقصان، النبات كان من الممكن أن تكون حبة العنب بحجم البطيخ، تفضل كُلها هذه، وكان من الممكن أن يكون البطيخ بحكم العنب، نصفها قشر، تقسمها فتكون ميلمتراً مكعباً، كان من الممكن أن يكون المشمش بحجم البطيخ، إذا فتحت هي هشة وماؤها كثير مستحيل تأكلها، كان من الممكن أن تكون البرتقالة بلا حزوز، تحتاج إلى مريلة من أجل ان تأكل برتقالة، من الذي جعل البرتقال بهذا الوضع الدقيق؟ يوجد حزوز ناشفة والحز داخله يوجد أكياس، انظر كم كيس، تجدها مبرغلة، كل قطعة كيس مربوط بخيط، والخيط موصول إلى مصدر النبات،
كله كان من الممكن، كان من الممكن أن ينضج القمح كنضج التوت بالتدريج، عملية الحصاد تصبح انتحاراً بطيئاً، تمسك السنبلة فتجدها لم تنضج فتتركها تذهب إلى الثانية، مستحيل، القمح ينضج دفعة واحدة،
العدس دفعة واحدة، الحمص كذلك، الشعير كذلك، لكن لو أن المشمش نضج دفعة واحدة ماذا نستفيد منه؟ لو أن البطيخ ينضج في الثامن والعشرين من شهر آب، ينضج البطيخ في كل أنحاء القطر، هل تستطيع أن تأكل في اليوم مئة بطيخة؟
الأسرة تأكل بالصيف حوالي خمسين بطيخة تقريباً، إن لم يكن مئة فهي تأكل خمسين تقريباً، لو كان في يوم واحد معنى هذا يجب أن تأكل في اليوم مئة بطيخة، هذا مبدأ، هذا طريق لمعرفة الله عزّ وجل، كل شيء فكر به، طول الإنسان، مادام يأكل ينمو، فالطفل يأكل ويطول، لو كان هذا مبدأً ثابتاً، أي كلما أكلت ازددنا طولاً، يجب كل فترة أن ترفع السقف وتهد البيت، لا، ربنا عزّ وجل من أسمائه الجامع والمانع، يعطي أمراً لهذا العظم فيقف عند هذا الحد، انتهى الأمر.
الأسنان كذلك، كان من الممكن أن الأمواج الصوتية تبقى على قوتها كالأمواج الكهرطيسية، ألا تبث الإذاعة أمواجاً كهرطيسية فنتلقاها من أطراف الدنيا؟ إذاً الموجة الكهرطيسية لا تضعف، بالعكس بثوا رسائل إلى المشتري، المركبة الفضائية بقيت تسير في الفضاء الخارجي بسرعة أربعين ألف كيلو متر بالساعة ست سنوات إلى أن وصلت، وحينما وصلت إلى هناك بثت رسائل كهرطيسية، إذاً هذه الموجة لحكمة بالغة لا تضعف، أما الصوت العادي فيضعف،
يمكن إذا سار شخص في الطريق فإنه لا يسمع هذا الدرس، لو كان يسمعه، لو كنت تسمع كل معامل العالم، وكل الشلالات بالعالم، وكل أسواق النحاسين بالعالم تسمعها، وتسمع كل ضجيج المعامل، إقلاع الطائرات كله، صوت أمواج البحر جميعه، يموت الإنسان، انظر إلى الهدوء، يتخامد رحمة بنا.
كان من الممكن ألا تنسى شيئاً، إذا وقف شخص موقفاً أحمق مزرياً يموت من قهره، طوال حياته يتذكر هذا الموقف،
لكن من رحمة الله بنا أنه ينسى ذلك بعد أسبوع، إذا إنسان تكلم كلمة غير مناسبة، فيها وقاحة، أو فيها لؤم، أو فيها جهل، أو فيها حمق، أو سؤال خشن، قال أي إنسان: ركبت انترفون داخلي بغرفة الضيوف، هكذا خطط لنفسه يجلس، اصنعوا لنا قهوة، يسمعه في البيت يعملون له قهوة، وعمله معاكس أيضاً، فعنده ضيوف ذهب إلى أهله، ما كانوا يذهبوا، لا يوجد أغلظ من هكذا، منقول الصوت إلى غرفة الضيوف، شهر لا تذهب هذه من باله، وقعت، قريب لي عامل حاله يعمل بالكهرباء ركب إنترفون معاكس، دخل إلى عند زوجته سبّ الضيوف، لا يوجد أغلظ من هؤلاء، لا يتحركون، ونسي الجهاز مفتوحاً، لولا النسيان الإنسان يموت من قهره، كان من الممكن ألا تنسى، النسيان نعمة، والنسيان المطلق مشكلة أيضاً، تتذكر، فهذا البرهان كل شيء خُلِقت به آخذ وضعاً دقيقاً دقيقاً لو زاد درجة اختل، لو نقص درجة اختل.
الأدلة من الكتاب على لفت نظر الناس لبصمات الخالق في الكون:
الآن اسمعوا الأدلة من كتاب الله:
﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72)﴾
﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19)﴾
بالحق، بالتقدير الدقيق، أي بُعد الشمس عن الأرض مئة وستة وخمسون مليون كيلو متر، بالحق، لو أن هذه المسافة زادت لمات الناس برداً،
لو أنها نقصت لمات الناس احتراقاً، لو أن الشمس إذا أشرقت تكون متألقة كما هي في وقت الظهيرة، إذا أشرقت الشمس قرص بلون الذهب، مريح للعين، من جعلها وهي في الأفق ذات أشعة خفيفة فإذا صعدت إلى كبد السماء توهجت؟ من؟ الله سبحانه وتعالى:
﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ* قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ ،
﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾ بالوضع المناسب، لو كان للشخص ابن صغير له أخلاق الكبار، يحقد مثلاً، إذا أردت أن تؤدبه مرة واحدة لا يكلمك مدة شهرين، الطفل له بنية خاصة تؤدبه بعد دقيقتين تراه يضحك، لولا هذه البنية لما أمكن أن تربيه، أما الكبير إذا كلمته كلاماً قاسياً يبقى شهرين لا يكلمك، يمكن ستة أشهر، سنتين، أما الصغير فيتحمل، لأنك تريد أن تربيه، إن لم يكن عنده نضج كاف وعنده حقد فهذه مشكلة، أما الله فجعله بريئاً، صافياً، ذاتياً، سريع النسيان، سريع التحول، بنية الطفل النفسية تناسب سنه.
لو أن المرأة مُفكِّرة تفكيراً مجرداً، جئت بعد الظهر فلم تجد طبخاً لكنها تقرأ بحثاً في الفلسفة، تعال انظر إلى هذه النظرية يا زوجي، أين الطبخ؟ لا يوجد طبخ، الله عزّ وجل أعطاها عاطفة، أعطاها إمكانات، أعطاها طريقة في التفكير تتناسب مع وظيفتها كامرأة، جعل عاطفتها تغلب على كل شيء، لأن بين يديها أطفالاً، كيف تربيهم؟ كيف تهبط إلى مستواهم؟ ما من قلب في الأرض أوسع من قلب الأم، أحياناً الأب يضيق ذرعاً بابنه، الأم تحتمله، لها ميزات لا يستطيع الرجل أن يلحقها بميزاتها، وكذلك الرجل له ميزات، لو وضعناها قاضية، حرام أن نعدم فلاناً، يكون مجرماً، مشكلة، الله عزّ وجل ركّبَ بالمرأة صفات، إمكانات، بنية خاصة، عواطف معينة، طريقة في التفكير خاصة، طريقة في التعامل، طريقة في الانفعال تتناسب مع وظيفتها كأم وهي أقدس وظيفة على وجه الأرض، فإذا نافست المرأة الرجل خسرت السباق مرتين، خسرت السباق وخسرت أنوثتها ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾ لو أن البيضة يلزمها مفتاح سردين، لا يوجد معك مفتاح، انظر البيضة ما أجملها، ضربة خفيفة على طرف الصحن تنكسر، تضع خمسمئة بيضة بالسلة لا تنكسر، من أعطاها هذا الشكل المتين؟ من جعل بالصوص بمنقاره ينشأ نتوء مدبب، هذا النتوء يكسر به البيضة ثم يتلاشى، شيء لا يصدق، ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾ .
أمسك عنقود العنب شده تجده أصبح كالماء في يدك لينقطع معك، ويدك تصبح كلها ماء، اعمله بالعكس هكذا يُقطع معك، تصميم، بالشد لا يقطع أما بطريقة معاكسة للأرض، من أعطاه هذا الشيء؟ قال لي صديق: الدراقة قبل أن تنضج لا تنقطع معك، إذا نضجت أمسكها بيدك تنزل، ماذا يحدث في ذنبها؟ قبل يومين لا تقطع، إذا نضجت فقط أمسكها تصبح في يدك، يوجد تصميم، ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ من نوع آخر، هذه كان من الممكن.
﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)﴾
الله عز وجل، كان من الممكن ألا تنزل الأمطار إطلاقاً، هذا البيت سعره ثلاثة وعشرون مليوناً، لو لم يكن هناك ماء لا يساوي مليوناً، لا يساوي خمسمئة ألف، قال لي شخص: بيع المتر بثلاثة آلاف دون كسوة، السعر هبط للألف والخمسمئة بسبب قلة المياه في بعض المناطق، لما الماء قلّ السعر هبط، ما قيمة البيت الفخم بلا ماء؟ لا قيمة له، قال تعالى:
﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65)﴾
جبل قاسيون كله أشجار لكن لا يوجد ثمار، كان من الممكن أن تكون كل أشجار الأرض هكذا تفضل، أشجار خَضِرة نَضِرة جميلة ذات أوراق برّاقة لامعة، وارفة الظلال، جذوع لكن لا يوجد ثمار، كان من الممكن، قال تعالى:
﴿ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65)﴾
﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70)﴾
ممكن جداً أن يكون ماء المطر مالحاً، ماء كثير لكن بحاجة إلى تصفية، تأتي بإبريق شاي في البيت وتغليه، بساعة ونصف تصفي كأس شاي، تشربها، ممكن، كل الماء مالح، ما الحل؟ الآن صار هناك وحدات تصفية، كل لتر يكلف أربعاً وعشرين ليرة سوري، عشرون لتراً، أربع وعشرون بعشرة خمسمئة ليرة الصفيحة، لو أن ماء المطر كان ملحاً أجاجاً، الله جعله عذباً فراتاً:
﴿ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)﴾
نواميس الكون تدل على وجود يد إلهية وحِكَم المصادفة تتناقض مع الحقيقة المشاهدة:
إذاً غير الخالق، كل شيء مخلوق مخلوق بحكمة بالغة، هذه الحكمة لا يُعقل أن تُرَد إلى المصادفة، مستحيل كله جاء صدفة؟! قال أحد العلماء: إذا آمنت بأن هذا الكون من نتاج المصادفة كمن يؤمن بأن قاموساً -قاموس لاروس من أدق القواميس الفرنسية عبارة عن ألفي صفحة، مع صور ملونة على الأبجدية، ثمانون ألف مادة، كل مادة أُسر، الأفعال، ضبط الأفعال، المصادر، الأسماء، المذكر، المؤنث، المصطلحات، حرف دقيق-قال: من يؤمن أن هذا الكون من نتاج الصدفة كمن يؤمن أن هناك لغماً وضِع في مطبعة، بعد الانفجار صدر قاموس لاروس، هذه الحروف نضدت وحدها، جاءت على شكل مواد ومعلومات وتسلسل ومنطق وصياغة وتجليد وورق وألوان وصور وحدها، مستحيل.
إذاً أن تَرُدّ هذه الأوضاع الحكيمة في كل شيء، كل شيء حكيم، كل شيء يدل على الحكيم، أن تَرُد كل هذه الأوضاع الممكنة المناسبة الحكيمة إلى المصادفة هذا شيء لا يقبله عقل، مثلاً يمكن أن تضع في كيس عشر ورقات، من الواحد للعشرة، فإذا مددت يدك وسحبت ورقة احتمال أن تكون الورقة ذات الرقم واحد ممكن تكون عشرة، ممكن تسعة، ثمانية، سبعة، ستة، خمسة، من أجل أن تمسك بالورقة ذات الرقم واحد، الاحتمال واحد من عشرة، من أجل ان يكون الاحتمال واحد اثنين، ممكن أن تمد يدك مئة مرة تكون بحالة واحدة واحد ثم اثنان، واضحة عندكم؟ من أجل أن تأـخذ الرقم ثلاثة بعدها، واحد من ألف، أي إذا إنسان وضع في كيس عشر ورقات؛ واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، سبعة، ثمانية، تسعة، عشرة، احتمال أن يسحب هذه الأوراق تباعاً الاحتمال واحد من عشرة آلاف مليون، أي عشرة آلاف مليون حالة حالة واحدة ممكن تستخرجهم بالتسلسل، هذه الصدفة.
قرأت في كتاب "الله يتجلّى في عصر العلم" إن ذرة واحدة من الحمض الأميني لا يمكن أن تكون صدفة إلا مع احتمال أن عشرة أضعاف الكون، لأن تركيب الحمض الأميني معقد جداً،
له مجسمات بالمدارس مثل درج المئذنة، معقد إلى درجة متناهية، ذرة من الحمض الأميني أي عشرة أمثال الكون لا يكفي احتمالات لخلق ذرة واحدة من هذا الحمض، مستحيل.
إذاً هذه الحكمة هل تُعزى صدفة؟ مستحيل، إذا كان كل ذلك من الممكنات فلابد أن يكون وضعها القائم فعلاً ممكناً أيضاً، لأن أحد الاحتمالات المقابلة للصورة المفروضة إذا كان ممكناً فلابد له من مخصص قد خصصه بهذه الدرجة، إذ الأصل في جميع الممكنات العدم، ولا تخرج من العدم إلى الوجود إلا بموجد قادر حكيم وهو الله سبحانه وتعالى.
لا أدري إن كان هناك غموض بالموضوع، واضح؟ أي كل شيء مخلوق أمامك له درجة مناسبة، من الذي جعله بهذه الدرجة؟ لابد من حكيم، خالق حكيم، الخالق أوجده، أما الحكيم فجعله بهذا القدر الدقيق، هناك فرق الخالق أوجده أما الحكيم فجعله بهذا القدر الدقيق الذي لا يزيد ولا ينقص، فكّر بكل شيء، فكّر بكل شيء تستعمله، آخذاً وضعاً كاملاً، من جعله بهذا الوضع الحكيم؟ الحكيم.
الملف مدقق